بسم الله الرحمن الرحيم
خربشه فوق رمال الدماء
كلنا بشر والكل منا تجتاحه مواسم للحزن والفرح.
فما منا احد الا وشكا الدهر يوما وما منا احد الا وقد قاسى من ويلات ولعنات
أعتصرته ليذوق طعم الظلم ويتجرع من كأس الأسى والغدر والخيانه.
وسموم الحرمان تأكل بعضه ,واطرافه يطالها السنة اللهب وطعم المحنة
لا يرى بالعين المجرده, وكم من اناس يتهللون بقدوم فرح ات وارفا ظليلا يمتد
كشجرة طيبه اصلها ثابت وفرعها فى السماء, لكنها لا تؤتى اكلها كل حين
فيفاجؤن بوجود منغصة اطلت برأسها بل بغراسها متخذة منه سكنا
امنا وملاذا للعيش الكريم. فالكل يعبر عما يجيش فى خاطره والله سبحانه
وتعالى هو الذى اضحك وابكى كما هو الذى امات واحيا. وفى تلك المواسم
من الافراح والاتراح تختلج النفس احاسيس عجيبه ومشاعر غريبه ويختلف
كل انسان عن الاخر للتعبير عما يشعر به من خلجات النفس ,
اما الى مدارك الافق او الى دركات النفق تترأ, وتؤرقه وتفتأ او تزول بحسب
قوتها وعمقها رأسيا وافقيا قلبا وقالبا.
فالحياة معترك جل حيثياته قابله لقوانين الربح والخساره وخاضعه لاسباب
البهجة ومنطق الالم.
يعلوها احيانا سمات البشر فيتهلل الوجه ويتسع الفم ملء الاشداق
واحيانا اخرى تمتلى الاعين و تترورق بالدمع وتنتفخ الاوداج وتغمر الاهات ,
ولسان الحال تكاد تفضحه وطأة الالم وضنك البلم,
تسد الافق لكى تعبر عن تلكم اللحظه التى لا تحتمل وتلكم الخطيئة
التي لا تغتفر, وينعى الجسد وتشد الخيام ,
ولكن,
ينتهى العزاء بانتهاء مراسم الدفن , فلا خل يناجيه ولا رفيق يدانيه.
تلكم اللحظه ,من فراق حبيب او فقد عزيز او غدر رفيق تهبه حياتك ,
تحترق بدموعك المثخنه و بالجراح الملتهبه لكى تطفىء عطشه وتضمه
وتحضنه من ازيز الرياح وزمهرير التشاء.
من المؤكد انه امر جلل عارض قطع على البشر سريان الماء الى الافواه
التى تلهث عطشا وابعد الرضيع الجائع عن ثدى امه, وحرم اليتيم من
النوم المفعم بالاحلام ليعوذه دفء الامومه وحنو والابوه وتمنع الفرح
البعيد ليطرأ الحزن و الأسى ويتربعان على العرش بهذا الانقلاب الدموى
ويفقد الجسد النحيف المناعه الطبيعيه والمكتسبه.
[فأنتم ظالموون يا معشر النساء تفردتم بالعويل وسمحتم لانفسكم بالبكاء
والنحيب لتسترسلوا فى فك شفرات الحزن وطلاسم الشجن بتلكم
الدموع المنهمره من تلكم المقل الجريئه المتسعه المكتحله. وبذلك العويل
يسيل لا يسمح باستخدام هذه الكلمةريان السيل من عل , واطلقتم على الباكين منا بالجبان ونظرتم
اليه شذرا. وعلى الذى لا يقوى على الصبر والتحمل باللا صنديد, بعين
لا تعرف معنى الرحمه الشفقه تعزونه فى رجولته زاعمين انها اضحت
باهته لا لون لها ولا رائحه حتى ولا طعم. فدلونى كيف السبيل,
من به ضير اواذى كيف الخلاص من براثن الضيم والمحن والعنت,
كيف تقام مأتما للرجال فى غمار ذلكم المعترك الذى حمى وطيسه
وتلاقت سيوفه مشرئبه, ملوحة بالدماء التى اعلنت استقلالها عن ذلك
الكيان الذى كان يعرف بالجسد
وفقكم الله